كيف تحمي نفسكَ من الشهوةِ العارمةِ واللذةِ القاتلة؟
هذه الشهوة الخفيةَ فتكتْ بالكثيرِ من أمثالكِ وقضتْ على العديدِ من أترابكِ فتراهم صرعى الشهواتِ وسكارى الملذاتِ ونحن في زمنٍ يضطربُ محناً ويموجُ فتناً والقابضُ على ديِنه كالقابضُ على جمرٍِ هذه النارُ تلاحقُه في كلِّ مكان 0
إن هناكَ عدةُ أسبابٍ لوقايةِ نفسك من هذه الشهوةِ منها
أولاً : تقوى الله تعالى ومراقبتُه في السرِ والعلنِ
فتلزمُ نفسَك طاعةَ ربك وتحذرَها من معصيتِه وإعلامُها أنه لا يخفى عليه ضمير وأنه يجازي المحسنَ ويكافئ المسيءَ وتقوى الله ومراقبتُه سلاحُ المؤمنِ الذي يقيه الفتنَ ويصطبرُ أمامها قال تعالى :
(( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ((
وقال : ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا))ً
ثانياً : أن تغضَ بصركَ عما حرمَ الله عليكَ النظرَ إليه يقول الله تعالى
))قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ((
فأمر اللهُ تعالى بغضِ البصرِ لأن البصرَ سهمٌ من سهامِ إبليس وهو السبيلُ للوقوعِ في الحرام
ثالثاً : المبادرةُ إلى الزواجِ المبكرِ ولكن من ذاتِ الدين ؛ لكسرِ الشهوةِ وإعفافِ النفس
يقول الله تعالى
((وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه))ِ
وجعلَه النبيَّ صلى الله عليه وسلم من سنته وذلك كما جاء في حكايةِ الرهطِ الذين تقالوا عبادَته صلى الله عليه وسلم وقال أحدُهم : (( أما أنا فأعتزلُ النساءَ فلا أتزوجُ أبدا ..فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وبين أنه : يتزوجُ النساء وقال معقباً على ذلك : " فمن رغبَ عن سنتي فليسَ مني" رواه البخاري ومسلم لذا أصبحَ الزواجُ المبكرُ الطريقَ الناجحَ لمشكلاتِ الغريزةِ الجنسية ، والذي يرضى فطرةَ الإنسانِ كلَّ الرضا، لكنْ بشرطِ أن يُرضى الدينُ لدى الزوجين جاء في حديث عبد اللهِ بنِ مسعودٍ ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشرَ الشبابِ من استطاعَ منكم الباءةَ فليتزوجْ فإنه أغضُ للبصر وأحصنُ للفرجِ ، ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاء
رابعاً : الصومُ للعاجزِ عن الزواجِ
فهذا علاجٌ ناجحٌ للشهوةِ العارمةِ فمن لم يستطعِ الزواجَ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ فهو يُعينه على ضبطِ غرائزه وكبحِ شهواتِه الجنسية كما قال عليه الصلاة والسلام :
((ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاء ))
خامساً : الصحبةُ الطيبة
فهم المعينُ بعد الله تعالى على سلوكِ طريقِ الاستقامةِ، قال صلى الله عليه وسلم :
(المرءُ على دينِ خليلهِ فلينظرْ أحدُكم من يخالل) فهم يذكرونَك إذا نسيت ، وإذا غفلتَ نبهوك وإذا أخطأتَ نصحوك مجالسهُم تحفُها الملائكة ، وألسنتهُم لله ذاكرة وقلوبُهم بالإيمان عامرة ولذا أمرَ الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبرَ نفسَه معهم فقال
(( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ))
سادساً : الابتعادُ عن الأسبابِ التي تُثيرُ الشهواتِ في نفسِك
ولذلك يقول الله تعالى
))وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى((
نهى الله تعالى عبادَه عن القربِ من الزنى بمباشرةِ أسبابِه ودواعيِه ، فضلاً عن مباشرتِه هو ، للمبالغةِ في النهي عنه إذاً فكلُّ وسائلِ الإغراءِ التي من شأنهِا إثارةُ الغرائزِ وإشاعةُ الفواحشِ محرمةٌ لأن ما يؤدي إلى الحرامِ فهو حرامٌ ولذلك حرمَ الإسلامُ السفرَ للبلادِ الكفارِ بدون ضرورةٍ وحرمَ الخمرَ لأنها أمَّ الخبائثِ ، وحرمَ الإسلامُ الأغنيةَ الماجنةَ ؛ لأن الغناءَ بريدُ الزنى وسماعُها يوقظُ الفتنةَ النائمةَ ويهيجُ الشهوةَ الساكنةَ وحرمَ الإسلامُ مشاهدةَ الأفلامِ الساقطةِ والمجلاتِ الهابطةِ وقراءةَ ما يدعو إلى الفاحشةِ ، ويُهيجُ إلى فعلها ،من الأشعارِ ونحوِها ، وحرمَ الاختلاطَ ومصافحةَ النساءِ والخلوةَ بالمرأةِ الأجنبيةِ ؛ كلُّ ذلك صيانةً للأخلاقِ من التهتُكِ ، وللقيمِ من التفككِ ، وللكرامةِ والشرفِ من الابتذالِ والامتهانِ وحذرَّ من مجالسةِ الأشرارِ ، فكمْ من إنسانٍ ضلَ وانحرفَ بسببِ جليسِ السوءِ وإياكَ وكثرةَ الفراغِ والتفكيرِ في أمورِ الشهوةِ فإنها مُهلكةٌ للشابِ وضياعُ لخيرٍ كثيرٍ بل لعلَهُ بابٌ من أبوابِ الشرِ إن الفراغَ والشبابَ والجدةْ مفسدةٌ للمرءِ أي مفسدةْ
إنك ـ أخي الشاب وأختي الشابة ـ إذا اختليتَ بنفسَك وقتَ فراغكِ ، فإنه والحالةُ هذه سَتَردُ عليكَ الأفكارُ الحالمةُ ، والهواجسُ السارحةُ والتخيلاتُ الجنسيةُ المثيرة ، فلا تجدُ نفسكَ إلا وقدْ تحركتْ شهوتُك ، وهاجتْ غريزتُك أمامَ هذه الموجةِ من التأملاتِ والخواطرِ فعندئذٍ لا تجدُ بداً من أن تلجأَ إلى هذه العادةِ الخبيثةِ ؛ لتُخففَ من طغيانِ الشهوةِ وتُحدَ من سلطانِها ؛ ولكن لو كنتَ مشغولَ الذهنِ والجسدِ في أمرٍ نافعٍ لما خَطَرتْ ببالِكَ تلك الأفكارُ والهواجسُ ولكنه وحشُ الفراغِ الذي هجمَ عليك وصدق الشافعيُّ بقوله : نفسُك إن لم تشغلْها بالحقِ شغلتْك بالباطلِ . فأكثرْ من ذكرِ الله تعالى وقراءةِ القرآنِ والكتبِ النافعةِ من قصصِ السلفِ الصالح وسماعِ الأشرطةِ المفيدةِ ، فخيرُ ما قُضِيتْ به الأوقاتُ بمثلِ فعلِ الطاعاتِ قال تعالى (( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً((. قال ابنُ القيمِ رحمه الله: إذا غَفَلَ القلبُ ساعةً عن ذكرِ الله جثمَ عليه الشيطانُ وأخذَ يَعدُه ويمنيه
سابعاً : أن تتذكرَ ما أعدَّ اللهُ تعالى لأهلِ الشهواتِ المحرمةِ من زنىً ولواطٍ أو غيرِها من العذابِ والنكالِ الأليم
يقول الله تعالى
(( وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً))
لا يُكتفى بالعذابِ فقط بل يُصاحبُ هذا العذابَ ذلٌ ومهانة ، وخزيٌ وندامة وروى البخاري في صحيحة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا وذكر الحديثَ حتى قال : (فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا فلما سأل عنهم الملائكةَ ، قالوا : وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي 0
فهل تودُون أيها الشابُ والشابات أن تكونَوا منهم
اخواني اخواتي ترى الموضوع منقوووول
هذه الشهوة الخفيةَ فتكتْ بالكثيرِ من أمثالكِ وقضتْ على العديدِ من أترابكِ فتراهم صرعى الشهواتِ وسكارى الملذاتِ ونحن في زمنٍ يضطربُ محناً ويموجُ فتناً والقابضُ على ديِنه كالقابضُ على جمرٍِ هذه النارُ تلاحقُه في كلِّ مكان 0
إن هناكَ عدةُ أسبابٍ لوقايةِ نفسك من هذه الشهوةِ منها
أولاً : تقوى الله تعالى ومراقبتُه في السرِ والعلنِ
فتلزمُ نفسَك طاعةَ ربك وتحذرَها من معصيتِه وإعلامُها أنه لا يخفى عليه ضمير وأنه يجازي المحسنَ ويكافئ المسيءَ وتقوى الله ومراقبتُه سلاحُ المؤمنِ الذي يقيه الفتنَ ويصطبرُ أمامها قال تعالى :
(( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ((
وقال : ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا))ً
ثانياً : أن تغضَ بصركَ عما حرمَ الله عليكَ النظرَ إليه يقول الله تعالى
))قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ((
فأمر اللهُ تعالى بغضِ البصرِ لأن البصرَ سهمٌ من سهامِ إبليس وهو السبيلُ للوقوعِ في الحرام
ثالثاً : المبادرةُ إلى الزواجِ المبكرِ ولكن من ذاتِ الدين ؛ لكسرِ الشهوةِ وإعفافِ النفس
يقول الله تعالى
((وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه))ِ
وجعلَه النبيَّ صلى الله عليه وسلم من سنته وذلك كما جاء في حكايةِ الرهطِ الذين تقالوا عبادَته صلى الله عليه وسلم وقال أحدُهم : (( أما أنا فأعتزلُ النساءَ فلا أتزوجُ أبدا ..فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وبين أنه : يتزوجُ النساء وقال معقباً على ذلك : " فمن رغبَ عن سنتي فليسَ مني" رواه البخاري ومسلم لذا أصبحَ الزواجُ المبكرُ الطريقَ الناجحَ لمشكلاتِ الغريزةِ الجنسية ، والذي يرضى فطرةَ الإنسانِ كلَّ الرضا، لكنْ بشرطِ أن يُرضى الدينُ لدى الزوجين جاء في حديث عبد اللهِ بنِ مسعودٍ ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشرَ الشبابِ من استطاعَ منكم الباءةَ فليتزوجْ فإنه أغضُ للبصر وأحصنُ للفرجِ ، ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاء
رابعاً : الصومُ للعاجزِ عن الزواجِ
فهذا علاجٌ ناجحٌ للشهوةِ العارمةِ فمن لم يستطعِ الزواجَ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ فهو يُعينه على ضبطِ غرائزه وكبحِ شهواتِه الجنسية كما قال عليه الصلاة والسلام :
((ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاء ))
خامساً : الصحبةُ الطيبة
فهم المعينُ بعد الله تعالى على سلوكِ طريقِ الاستقامةِ، قال صلى الله عليه وسلم :
(المرءُ على دينِ خليلهِ فلينظرْ أحدُكم من يخالل) فهم يذكرونَك إذا نسيت ، وإذا غفلتَ نبهوك وإذا أخطأتَ نصحوك مجالسهُم تحفُها الملائكة ، وألسنتهُم لله ذاكرة وقلوبُهم بالإيمان عامرة ولذا أمرَ الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبرَ نفسَه معهم فقال
(( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ))
سادساً : الابتعادُ عن الأسبابِ التي تُثيرُ الشهواتِ في نفسِك
ولذلك يقول الله تعالى
))وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى((
نهى الله تعالى عبادَه عن القربِ من الزنى بمباشرةِ أسبابِه ودواعيِه ، فضلاً عن مباشرتِه هو ، للمبالغةِ في النهي عنه إذاً فكلُّ وسائلِ الإغراءِ التي من شأنهِا إثارةُ الغرائزِ وإشاعةُ الفواحشِ محرمةٌ لأن ما يؤدي إلى الحرامِ فهو حرامٌ ولذلك حرمَ الإسلامُ السفرَ للبلادِ الكفارِ بدون ضرورةٍ وحرمَ الخمرَ لأنها أمَّ الخبائثِ ، وحرمَ الإسلامُ الأغنيةَ الماجنةَ ؛ لأن الغناءَ بريدُ الزنى وسماعُها يوقظُ الفتنةَ النائمةَ ويهيجُ الشهوةَ الساكنةَ وحرمَ الإسلامُ مشاهدةَ الأفلامِ الساقطةِ والمجلاتِ الهابطةِ وقراءةَ ما يدعو إلى الفاحشةِ ، ويُهيجُ إلى فعلها ،من الأشعارِ ونحوِها ، وحرمَ الاختلاطَ ومصافحةَ النساءِ والخلوةَ بالمرأةِ الأجنبيةِ ؛ كلُّ ذلك صيانةً للأخلاقِ من التهتُكِ ، وللقيمِ من التفككِ ، وللكرامةِ والشرفِ من الابتذالِ والامتهانِ وحذرَّ من مجالسةِ الأشرارِ ، فكمْ من إنسانٍ ضلَ وانحرفَ بسببِ جليسِ السوءِ وإياكَ وكثرةَ الفراغِ والتفكيرِ في أمورِ الشهوةِ فإنها مُهلكةٌ للشابِ وضياعُ لخيرٍ كثيرٍ بل لعلَهُ بابٌ من أبوابِ الشرِ إن الفراغَ والشبابَ والجدةْ مفسدةٌ للمرءِ أي مفسدةْ
إنك ـ أخي الشاب وأختي الشابة ـ إذا اختليتَ بنفسَك وقتَ فراغكِ ، فإنه والحالةُ هذه سَتَردُ عليكَ الأفكارُ الحالمةُ ، والهواجسُ السارحةُ والتخيلاتُ الجنسيةُ المثيرة ، فلا تجدُ نفسكَ إلا وقدْ تحركتْ شهوتُك ، وهاجتْ غريزتُك أمامَ هذه الموجةِ من التأملاتِ والخواطرِ فعندئذٍ لا تجدُ بداً من أن تلجأَ إلى هذه العادةِ الخبيثةِ ؛ لتُخففَ من طغيانِ الشهوةِ وتُحدَ من سلطانِها ؛ ولكن لو كنتَ مشغولَ الذهنِ والجسدِ في أمرٍ نافعٍ لما خَطَرتْ ببالِكَ تلك الأفكارُ والهواجسُ ولكنه وحشُ الفراغِ الذي هجمَ عليك وصدق الشافعيُّ بقوله : نفسُك إن لم تشغلْها بالحقِ شغلتْك بالباطلِ . فأكثرْ من ذكرِ الله تعالى وقراءةِ القرآنِ والكتبِ النافعةِ من قصصِ السلفِ الصالح وسماعِ الأشرطةِ المفيدةِ ، فخيرُ ما قُضِيتْ به الأوقاتُ بمثلِ فعلِ الطاعاتِ قال تعالى (( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً((. قال ابنُ القيمِ رحمه الله: إذا غَفَلَ القلبُ ساعةً عن ذكرِ الله جثمَ عليه الشيطانُ وأخذَ يَعدُه ويمنيه
سابعاً : أن تتذكرَ ما أعدَّ اللهُ تعالى لأهلِ الشهواتِ المحرمةِ من زنىً ولواطٍ أو غيرِها من العذابِ والنكالِ الأليم
يقول الله تعالى
(( وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً))
لا يُكتفى بالعذابِ فقط بل يُصاحبُ هذا العذابَ ذلٌ ومهانة ، وخزيٌ وندامة وروى البخاري في صحيحة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا وذكر الحديثَ حتى قال : (فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا فلما سأل عنهم الملائكةَ ، قالوا : وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي 0
فهل تودُون أيها الشابُ والشابات أن تكونَوا منهم
اخواني اخواتي ترى الموضوع منقوووول